باعت شركة إسرائيلية تكنولوجيا متطورة جداً متخصصة بالتجسس الإلكتروني إلى المملكة العربية السعودية، التي استخدمتها لاختراق الهواتف الذكية التابعة لمعارضي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتجسس على اتصالاتهم، بحسب ما ذكر تقرير في صحيفة “هآرتس”.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر ووثائق، أن شركة Quadream بقيادة مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، كانت تبيع خدماتها الالكترونية المتطورة إلى المملكة السعودية منذ عام 2019.

 

تكنولوجيا متطورة للتجسس الإلكتروني

وأوضح التقرير أن الشركة تستخدم مكاتبها في قبرص لبيع برنامج التجسس Reign، والذي يبدو أنه يستطيع استخراج البيانات من أجهزة iPhone، والتحكم عن بُعد في كاميرا الهواتف الذكية، والتنصت وتتبع مواقع مستخدمي الجهاز من دون علمهم.

كما يستطيع برنامج التجسس Reign أن يصيب أجهزة أندرويد وآيفون مباشرة، من دون أن يضطر المالك إلى النقر فوق أي روابط خبيثة أو ضارة، كما تتطلب عادةً أدوات القرصنة العادية. علاوة على ذلك، لا يمكن للمطور إلغاء تنشيطه للبرنامج عن بُعد، على عكس الأدوات المماثلة التي يقدمها المنافسون.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النوع من التكنولوجيا الحساسة لا يمكن تصديره إلا تحت إشراف خبراء عسكريين إسرائيليين. كاشفةً أن من بين المشترين دول يعتبرها المجتمع الدولي قمعية، بما في ذلك السعودية.

 

برامج متطورة للقرصنة والتطهير!

في أوائل ديسمبر 2018، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن تل أبيب متورطة بشكل مباشر في بيع برامج تجسس متطورة إلى السعودية، ستقوم هذه الأخيرة باستخدامها لمساعدة المملكة على تطهير واغتيال المعارضين.

وقالت الصحيفة آنذاك إن وزارة الشؤون العسكرية الإسرائيلية سمحت لمجموعة NSO ببيع برامج Pegasus إلى المملكة العربية السعودية، وهي مجموعة برامج معقدة للغاية يتم استخدامها حصراً في القرصنة والتجسس.

أوضح التقرير أيضاً أن البيع تم من خلال شركة تابعة لـ NSO في لوكسمبورغ. وبالتالي، الشركة المعروفة رسمياً باسم Q Cyber ​​Technologies، باعت الرياض تكنولوجيا متطورة جداً سمحت لها باستهداف لائحة من الأفراد والكيانات في ستة بلدان في الشرق الأوسط.

 

العلاقات السعودية الاسرائيلية

يبدو أن المملكة العربية السعودية قد وسعت علاقاتها السرية مع إسرائيل تحت حكم محمد بن سلمان. وبات الأمر واضحاً مع نجل الملك سلمان، الذي يعتبره الكثيرون على أنه الحاكم الفعلي للمملكة، عندما أعلن أن السعوديين والإسرائيليين يقفون على نفس الجبهة في مواجهة إيران في الشرق الأوسط.

هذا وأكد عضو في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزب الليكود، في 23 نوفمبر من العام الماضي، تقارير تفيد بأن نتنياهو سافر إلى المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع سري مع الأمير محمد بن سلمان، ثم مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. فيما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الموساد يوسي كوهين قد حضر الاجتماع أيضاً.