أغلقت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية المعروفة بالإنتربول آلاف الأسواق غير الشرعية الموجودة على الإنترنت، والتي تتظاهر بأنها من الصيدليات المرخصة والحقيقية، ولكنها تقوم في الحقيقة بترويج الأدوية المزيفة وغير المشروعة والخطيرة والأجهزة الطبية المقلدة وغير القانونية.

فخلال عملية Pangea XIV التي استهدفت البائعين عبر الإنترنت، استطاعت السلطات القانونية والجمارك والسلطات التنظيمية الصحية في 92 دولة بالتعاون والتنسيق مع الإنتربول بإزالة وإغلاق 113020 رابط على شبكة الإنترنت، بما في ذلك مواقع الويب والأسواق الوهمية.

في المملكة المتحدة على سبيل المثال، صادرت السلطات حوالي ثلاثة ملايين حبة من الأدوية والأجهزة المزيفة بقيمة تزيد عن 13 مليون دولار أمريكي، وأزالت أكثر من 3100 رابط يروج لبيع الأدوية غير المرخصة وتوريدها بشكل غير قانوني، فيما أغلقت أيضاً 43 موقعاً إلكترونيا.

من جهته، أوضح الانتربول: “شكلت أدوات اختبار COVID-19 المزيفة وغير المصرح بها أكثر من نصف الأجهزة الطبية التي تم ضبطها خلال أسبوع العمل بين 18 و25 مايو، مما أدى إلى 277 حالة اعتقال في جميع أنحاء العالم ومصادرة أدوية يُحتمل أن تكون خطرة تبلغ قيمتها أكثر من 23 مليون دولار أمريكي”.

وأثناء عملية Pangea XIV، فحص وكلاء إنفاذ القانون أيضاً الطرود التي تم تسليمها من المتاجر عبر الإنترنت ووجدوا عقاقير مزيفة وغير مشروعة مخبأة بين المنتجات المشروعة مثل الملابس والألعاب وحتى الطعام. في إحدى الحالات على سبيل المثال، تم اكتشاف أكثر من 2800 قرص خاص بألم الأعصاب داخل علب الفاصوليا المطبوخة.

بشكل عام، وبدعم من معهد الأمن الصيدلاني ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات واليوروبول، أدت العملية إلى ضبط نحو 9 ملايين جهاز طبي ومستحضرات صيدلانية غير مشروعة، بما في ذلك: الأدوية المنومة والمهدئة، حبوب ضعف الانتصاب، الأجهزة الطبية (مجموعات اختبار كوفيد، والأقنعة، والمحاقن، والقسطرة، والأجهزة الجراحية، وما إلى ذلك)، المسكنات، المنشطات، المطهرات ومبيدات الجراثيم، الأدوية المضادة للسرطان، مضادات الملاريا، الفيتامينات.

الخطر الكامن وراء الأدوية المزيفة

إليكم بعض النصائح التي يمكن أن تساعدكم في تجنب الخداع أثناء البحث عن المنتجات والخدمات الصحية عبر الإنترنت، بحسب لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية.

فما يبدو أنه صيدلية على الإنترنت يمكن أن يكون في الحقيقة واجهة للمخادع تسمح له بتنفيذ هجمات سرقة الهوية. قد تستخدم هذه المواقع الالكترونية أختاماً وشعارات رسمية المظهر، وتضمن الرضا أو استرداد الأموال، وتبدو قانونية تماماً، ولكن كل ذلك يمكن تزويره بسهولة.

وإن وقع المستخدم ضحية هذه المواقع، فقد ينتهي به الأمر بالحصول على منتجات مزيفة أو منتهية الصلاحية أو تحمل علامات خاطئة أو منتجات تحتوي على مكونات خطرة، أو بحجز طلب وهمي لن يصل أبداً فيما لن يستطيع أيضاً استرداد أمواله.

في سياق متصل، يحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) من الخطر الكامن وراء أسواق المخدرات غير المشروعة، معتبراً أن “ترويج الأدوية عبر الإنترنت والصفقات غير المعقولة عادة ما تكون علامات على أن البائع ليس صيدلية مرخصة”.

ويقول إن “العقاقير الطبية المزيفة وغير القانونية قد تكون خطرة على صحة الانسان. إنها أدوية مزيفة لم يتم إنتاجها وفقاً للمواصفات الطبية العالمية”. ويحذر من “الانخداع بالأدوية المزيفة الموصوفة التي تتنكر عادةً بصورة أدوية مشروعة، لأن استخدامها قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للمريض”.

هذا وتعتبر الأدوية المزيفة خطرة لأنها تكون ملوثة وربما تحتوي على مكونات خاطئة أو غير نشطة، أو قد تحتوي أيضاً على مكونات نشطة ولكن بجرعات خاطئة مما قد يزيد الطين بلة. لذلك من الأفضل دائماً فحص العبوة عن كثب والتأكد من أرقام مجموعات الأدوية الموصوفة، واستشارة الطبيب عند الاشتباه بأي دواء.

وفي أنباء متصلة، اعترض الإنتربول مؤخراً مبلغ 83 مليون دولار. فما هو مصدره؟ وإلى من تم إرساله؟