قامت السلطات البحرينية باستخدام برنامج التجسس الشهير بيغاسوس لاختراق أجهزة الآيفون الخاصة بتسعة نشطاء والحصول على سجلات هواتفهم ومراقبة تحركاتهم، بحسب ما أفاد تقرير جديد صادر عن مختبر سيتيزن لاب في جامعة تورونتو.

وكان قد كشف المختبر سابقاً أن البحرين اشترت برنامج التجسس Pegasus التابع لمجموعة NSO Group الإسرائيلية في عام 2017. وأفاد في تقرير بعنوان “لعبة الغمّيضة” أن مشغل البرنامج الذي أشير إليه باسم PEARL يعمل على التجسس بشكل كامل في البحرين وقطر، وهو ناشط منذ يوليو 2017.

بعد ثلاث سنوات، أي في يوليو 2020، لاحظ مختبر سيتيزن لاب ارتفاعاً عالمياً هائلاً في نشاط بيغاسوس، فبدأ بتنفيذ عدد من الأبحاث في بعض الدول العربية، بما في ذلك البحرين.

وفي سبيل رصد نشاط Pegasus في البحرين، تواصل المختبر مع الأشخاص المستهدفين وطلب منهم إرسال سجلات هواتفهم لتحليلها. وبعد إعداد شبكات VPN للأهداف الرئيسية، ومراقبة حركة مرور الإنترنت الخاصة بهم، وتحليل سجلات الهواتف باستخدام تقنيات تحليل متطورة في مختبر جامعة تورونتو، وجد المختبر أن تسعة أجهزة تخص تسعة نشطاء بحرينيين قد تم اختراقها.

 

من هم النشطاء التسعة الذين تم اختراقهم؟

في ستة حالات من أصل تسعة، تمكن التحليل الأمني من تحديد بعض التواريخ الدقيقة عندما كان Pegasus ناشطاً على هواتف الأشخاص المستهدفين.

أما في الحالات الثلاثة الأخرى، فلقد أكدت تقنيات التحليل حدوث الاختراق، ولكنها لم تكن قادرة على تحديد التاريخ التقريبي للاختراق. وما يزال التحليل مستمراً في هذه الحالات لمعرفة ما إذا كان يمكن تحديد تواريخ أكثر دقة.

تجدر الإشارة إلى أن شخصان مستهدفان في لندن وافقا على ذكر أسمائهما، فيما جميع المستهدفين في البحرين رغبوا في ذكر انتماءاتهم فقط، من دون ذكر الأسماء.

الهدف الصفة / الانتماء تاريخ/تواريخ الاختراق
موسى عبد علي ناشط في وقت ما قبل سبتمبر 2020
يوسف الجمري مدوّن في وقت ما قبل سبتمبر 2019
ناشط A عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي – وعد 16 سبتمبر 2020
ناشط B عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي – وعد، باحث في قانون العمل 3 يونيو 2020

12 يوليو 2020

19 يوليو 2020

24 يوليو 2020

6 أغسطس 2020

15 سبتمبر 2020

ناشط  C عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي – وعد 14 سبتمبر 2020
ناشط D عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان 14 سبتمبر 2020
ناشط E عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان 10 فبراير 2021
ناشط F عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان 11 يوليو 2020

15 يوليو 2020

22 يوليو 2020

13 أكتوبر 2020

ناشط G عضو جمعية الوفاق الوطني الإسلامية‎ في وقت ما قبل أكتوبر 2019

 

مشروع بيغاسوس وحقوق الإنسان

رغم مرور نصف عقد على تورطها في انتهاكات حقوق الإنسان، تزعم شركة NSO Group الإسرائيلية أنها ملتزمة بحماية حقوق الإنسان. حتى أن الشركة قامت بنشر “سياسة حقوق الإنسان”، و “تقرير الشفافية والمسؤولية”، وادعت تأييدها للمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان.

بيد أن هذا الاهتمام المزعوم بحقوق الانسان يتناقض بشكل كبير مع الكم المتزايد من الأدلة التي تؤكد أن برامج التجسس الخاصة بها تُستخدم من قبل الأنظمة الاستبدادية لاستهداف نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين وغيرهم من نشطاء المجتمع المدني.

هذا وكشف مشروع Pegasus، الذي جرى بالتعاون بين منظمة العفو الدولية ومنظمة Forbidden Stories، أن مجموعة كبيرة من الحكومات قد استفادت من برنامج التجسس لاستهداف نشطاء من المجتمع المدني وأصدقائهم وأفراد أسرهم في جميع أنحاء العالم.

 

البحرين تسيء استخدام برامج التجسس!

تحاول شركة NSO Group بانتظام تشويه سمعة تقارير الانتهاكات الحاصلة والموثقة حول العالم، رغم أن قائمة عملائها تشمل العديد من الجهات التي تسيء استخدام تكنولوجيا المراقبة.

ويعتبر التقرير أن بيع برنامج بيغاسوس إلى البحرين – بشكل خاص – هو أمر فظيع، مع الأخذ في عين الاعتبار أن هناك أدلة مهمة وقديمة وموثقة على إساءة استخدام البحرين المتسلسل لمنتجات المراقبة بما في ذلك Trovicor و FinFisher و Cellebrite ، والآن NSO Group.

كما يوضح التقرير أن سجل البحرين في مجال حقوق الإنسان ذائع الصيت بسوء السمعة والانتهاكات الجسيمة:

– وفقًا لمؤسسة فريدوم هاوس، أصبحت البحرين “واحدة من أكثر دول الشرق الأوسط قمعاً. إذ قضت بشكل منهجي على مجموعة واسعة من الحقوق السياسية والحريات المدنية، وفككت المعارضة السياسية، وقمعت بشدة المعارضة المستمرة بين السكان الشيعة”.

– من جهتها، أفادت هيومن رايتس ووتش عام 2019 أن “السلطات البحرينية شاركت في القمع بلا هوادة وقضت فعلياً على كل أنواع المعارضة”.

– بدوره، كان قد لاحظ المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، عام 2017، أن “حكومة البحرين قد فرضت قيوداً صارمة على المجتمع المدني والنشاطات السياسية من خلال الاعتقالات والترهيب وحظر السفر وأوامر الإغلاق، مع تزايد التقارير عن التعذيب الذي تقوم به السلطات الأمنية”. مشيراً إلى أن “الفضاء الديمقراطي في البلاد قد أغلق بشكل كامل”.

هذا ويتعرض المدافعون البحرينيون عن حقوق الإنسان للسجن والمراقبة والترهيب في الداخل، فيما يتعرض من هم في المنفى إلى القمع العابر للحدود عبر استخدام الوسائل الرقمية والتقليدية للقمع.

 

سبل الحماية

يعتقد التقرير أنه كان من الممكن منع الهجمات المحددة المذكورة بتفاصيلها عن طريق تعطيل تطبيقات FaceTime وiMessage. بيد أن NSO Group كانت قد نجحت في استغلال ثغرات أمنية موجودة في برامج مراسلة مماثلة في الماضي، مثل تطبيق WhatsApp.

وبالتالي، فإن تعطيل iMessage وFaceTime لن يوفرا حماية كاملة من هجمات Zero-Click أو برامج التجسس. كما أن تعطيل iMessage يعني أن الرسائل التي سيتم تبادلها عبر تطبيق الرسائل المدمج من Apple باتت غير مشفرة (أي رسائل خضراء بدلاً من رسائل زرقاء)، مما يجعل اعتراضها سهلاً للغاية.