نادراً ما يتصدر هذا النوع من الأخبار عناوين الصحف العالمية، ولكن في الحقيقة، تخوض معظم الدول في جميع أنحاء العالم معارك الكترونية مستمرة عبر الإنترنت ضد مجموعات من القراصنة والمهاجمين. جديد هذه المعارك تعرض الغواصات النووية الروسية إلى هجوم الكتروني خبيث من قبل دولة أخرى.

مجموعات القراصنة تعمل عادةً بغطاء رسمي سرّي، حيث غالباً ما ترعاها حكومات أخرى تسعى إلى تحقيق أجنداتها الخاصة. قد تلجأ دولة ما على سبيل المثال إلى زعزعة أمن دول أخرى، أو ضرب استقرار اقتصادها، أو إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية الحيوية مثل شبكات الطاقة وغيره، وقد يصل بها الأمر أيضاً إلى تنفيذ هجمات سيبرانية على مواقع وآليات ومراكز القوات المسلحة.

 

هجوم يطال الغواصات النووية الروسية

اكتشف الباحثون الأمنيون نوعاً جديداً من البرامج الضارة يسمى “PortDoor” ويعتقدون أنه يتم استخدامه من قبل مجموعات القرصنة الصينية لاستهداف روسيا. تم اكتشاف هذا البرنامج بعد تعرض الشركة التي تصمم غواصات نووية للبحرية الروسية إلى هجوم الكتروني فجائي.

ويظهر التحليل الامني أن PortDoor يملك وظائف متعددة. فبمجرد اختراقه لجهاز كمبيوتر الضحية بنجاح، يمكن للقراصنة تثبيت تطبيقات أخرى، وتجاوز آليات الأمان وتشفير البيانات وسرقتها. كما أن هذا البرنامج الخبيث قادر على إخفاء نفسه أيضاً داخل الجهاز بحيث لن تتمكن التطبيقات التقليدية لمكافحة البرامج الضارة من اكتشافه وإزالته تلقائياً.

يبدو من المؤكد إذاً أن الصين استخدمت PortDoor لمهاجمة مقاولي الدفاع الروس، ولكن الأسباب تبقى غير معروف حتى الآن. في سياق مزتصل، اقترح الباحثون الأمنيون بأن مجموعات القرصنة الخاصة بالحكومة الصينية تتقاضى رواتباً شهرية باهظة الثمن، وقد يكون الهجوم بهدف اختراق الأنظمة وسرقة الخطط السرية الروسية والحصول على الملكية الفكرية، بما يخدم برنامج بناء الغواصات الصينية.

 

الهجوم مثير للقلق

اكتشاف البرنامج الضار PortDoor على أجهزة الكمبيوتر المستخدمة لتصميم الغواصات النووية الروسية أمر مثير للقلق، بحيث تتزايد المخاوف بشأن ما يمكن أن يتحكم به القراصنة عن بُعد.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن أجهزة الكمبيوتر التي تعرضت إلى هجوم لا يمكن استخدامها للتحكم في الأنظمة العسكرية الروسية. أي قد يتمكن المتسللون الصينيون من اختراق وسرقة البيانات، لكن لا يمكنهم إطلاق الأسلحة أو الصواريخ أو التأثير على عمليات الغواصات في البحر.

كل ما يمكن قوله الآن أن برنامج PortDoor أعاد إلى الواجهة من جديد موضوع التجسس الدولي، فيما يعطينا فكرة واقعية عن أنواع التهديدات التي باتت تتعامل معها الحكومات في العالم على أساس يومي.