ازداد الكلام في الآونة الأخيرة عن كمية البيانات التي يقوم مطورو التطبيقات بجمعها من المستخدمين، ومدى تأثير ذلك على أمنهم السيبراني. وما لبث أن ارتفعت حدة الجدالات حول العالم بعدما أعلنت شركة آبل Apple مؤخراً عن خطط لإجبار المطورين على الإعلان عن مقدار المعلومات الشخصية التي يقوم المسوقون الرقميون بجمعها من التطبيقات.

إذ تقوم جميع التطبيقات الهاتفية تقريباً بجمع البيانات الشخصية بطريقة ما، خاصة تلك التي يمكن تنزيلها واستخدامها بشكل مجاني. ثم يتم استخدام هذه المعلومات لبيع الإعلانات المستهدفة، مما يسمح للمطورين بكسب بعض المال من تطبيقاتهم.

عادةً ما يقتصر جمع البيانات على ما نقوم به عبر الإنترنت، أي تسجيل مواقع الويب التي نزورها، ومنشورات الوسائط الاجتماعية التي نتفاعل معها، والأجهزة الالكترونية التي نستخدمها، وإحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي GPS الخاصة بنا، وما إلى ذلك. ولكن سرعان ما بدأ الأمر يخرج عن السيطرة مع سعي المطورين والشركات إلى فهم تصرفاتنا الرقمية بشكل أفضل، أي مع البدء بتتبعنا والدخول إلى تفاصيل حياتنا الشخصية أكثر بكثير من المتوقع.

 

المسوقون الرقميون خطيرون

عادةً ما لا يتم تسليط الضوء على الجانب المظلم لأساليب التسويق الحديثة وعلى ما يقوم به المسوقون الرقميون هذه الأيام. يمكننا القول بكل بساطة أن هذا الموضوع خطير جداً بحيث أن التطبيقات التي نستخدمها يومياً تتيح للمسوقين جمع كميات هائلة من البيانات عنا واكتشاف أعمق أسرارنا وعاداتنا الضارة وربما استغلالها أيضاً لمصالحهم الشخصية.

هل يمكننا منع جمع هذه البيانات؟ ربما ليس تماماً، ولكن يمكننا اتباع النصائح التالية لحماية أنفسنا بشكل أفضل.

– أولاً: قراءة ما نوافق عليه

يجب دائماً قراءة شروط وأحكام التطبيقات التي نقوم بتنزيلها. صحيح أنها طويلة ومعقدة ومخيفة وعادة ما نتجنب قراءتها، ولكن الشر يكمن في التفاصيل وقد نقوم بالموافقة على أن يراقبنا التطبيق ومن دون علمنا.

– ثانياً، استخدام معلومات مزيفة

عند التسجيل للحصول على خدمات جديدة، ننصح باستخدام اسم مزيف أو عنوان بريد إلكتروني يمكن التخلص منه، بمعنى ألا يكون مرتبطاً بمعلوماتنا الشخصية. ما لم يكن هناك سبب محدد وإجباري لتقديم معلومات التعريف الشخصية، مثل عنوان التسليم الخاص بنا لتلقي الطلبات عبر الإنترنت، لا نحتاج أبداً إلى تزويد المسوقين الرقميين بالبيانات الأكثر حساسية. ويجب التنبه للأمر!

– ثالثاً، استخدام برامج مساعدة

ننصح بتثبيت برنامج adblocking على كل الأجهزة الالكترونية. سيساعدنا في حظر العديد من البرامج النصية وملفات تعريف الارتباط التي يستخدمها المسوقون لتتبع نشاطنا على الويب. كما يمكننا تعزيز الحماية بشكل أكبر عبر استخدام برنامج VPN الذي يسمح لنا بتصفح الانترنت من دون الكشف عن هويتنا. ولكن للأمانة، هذا النوع من البرامج سيزيد من استهلاك كوتا الانترنت وقد يؤدي إلى إبطاء سرعتها.

قد يكون التتبع عبر الإنترنت لجمع البيانات أحد أكبر تهديدات الخصوصية التي نواجهها على الإطلاق. وبالتالي، ربما حان الوقت لاستعادة السيطرة على بياناتنا ووضع حد لهذا التطفل على حياتنا الخاصة!