تسجل تقنيات التعرف على الوجه والخوارزميات الأمنية معدلات خطأ مرتفعة، على مدار الساعة، تتراوح بين 5٪ إلى 50٪ عند مقارنة صور الأشخاص الذين يرتدون أقنعة مع الوجوه غير المقنعة التي تم إنشاؤها رقميا بوقت سابق.

بحيث أظهرت دراسة جديدة أن أقنعة الوجه لم تظهر فقط في بحوث المستخدمين الخاصة بكيفية إبطاء انتشار COVID-19، بل هي تمنع أيضا تقنية التعرف على الوجه من تحديد الأشخاص بشكل صحيح.

إذ وجد بحث جديد من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) أنه حتى أفضل الخوارزميات التجارية في تقنيات التعرف على الوجه التي تم اختبارها بكثرة، واجهت معدلات خطأ تتراوح بين 5 بالمائة و 50 بالمائة عند مطابقة الأشخاص المقنعين بصور مسبقة من دون كمامة.

 

الأقنعة تتحدى تقنيات التعرف على الوجه

مؤلف هذا التقرير وعالم كمبيوتر في NIST، مي نجان، أوضح أن الدراسة تُظهر قيود تقنية التعرف على الوجه في عالم ما بعد الوباء وتهدف إلى تطوير واختبار التكنولوجيا التي تأخذ في عين الاعتبار كيفية تحديد الأشخاص المقنعين. وبذلك، أعطى فيروس COVID-19 الباحثين الذين طوروا هذه التقنية عاملا جديدا يجب مراعاته عند إنشاء خوارزميات دقيقة للتعرف على الوجه.

في التفاصيل، استخدم باحثو NIST ما يسمى المطابقة “رأس برأس” لاختبار الخوارزميات، مما يعني أنهم قارنوا صورة شخص ما بصورة مختلفة لذلك الشخص نفسه. قاموا بتطبيق أقنعة رقمية باستخدام تسعة أنواع مختلفة من الأقنعة باللون الأسود أو الأزرق الفاتح لتقليد الأقنعة الجراحية التي يرتديها معظم الناس في الأماكن العامة.

وأظهرت نتائج الاختبارات بعض التحديات الرئيسية التي يجب على مطوري خوارزميات التعرف على الوجه مراعاتها. وقال الباحثون إن النتيجة الإجمالية الرئيسية هي أن دقة الخوارزمية عند تطبيقها على الوجوه المقنعة تتناقص إلى حد كبير.

حتى أن أكثر الخوارزميات تطورا ودقة فشلت في مصادقة الأشخاص ولم تستطع منحهم إذن الدخول حوالي 0.3 ٪ من الوقت، في حين أن تقنية التعرف على الوجه فشت بحوالي 5 بالمائة. علاوة على ذلك، فشلت العديد من الخوارزميات التي يعتبرها الباحثون كفؤة بمعدل أعلى بكثير، بين 20 في المائة إلى 50 في المائة من الوقت.

 

فشل في قياس ميزات الوجه

وقال الباحثون إن الأقنعة منعت الخوارزميات حتى من أداء مهمتها المعينة على الإطلاق، مسجلة ما يسمى “الفشل في التسجيل أو النموذج”. هذا يعني في الأساس أن التكنولوجيا لا يمكنها قياس ميزات الوجه بشكل فعال، مثل حجمها ومسافة تفاصيل الوجه عن بعضها البعض، ثم مقارنة هذه القياسات مع صورة أخرى. مع أنه من المفترض أن تكون هذه هي الطريقة التي تعمل بها.

كما وجد الباحثون أنه كلما تم تغطية أنف الشخص كلما كانت دقة التقنيات المستخدمة في تحديد المستخدم أقل. هذا وكان شكل ولون القناع أيضًا عاملين مهمين عندما يتعلق الأمر بالدقة. فالأقنعة الدائرية الزرقاء أنتجت معدلات خطأ أقل، في حين أن الأقنعة السوداء أعطت الخوارزميات صعوبة أكبر في التعرف على الوجوه.

صحيح أن هذا الخبر قد يكون سيء في عالم التكنولوجيا وقد يضع العديد من المسؤوليات التقنية والأمنية على العديد من الشركات حول العالم، ولكنه في المقابل قد يشكل متنفسا ايجابيا للبعض الذين اعتبروا في الأصل أن هذه التكنولوجيا كانت مثيرة للجدل وفي غير محلها.