يبدو أن المواعدة عبر الإنترنت باتت جزءاً لا يمكن إنكاره من مسيرة العثور على الحب في العالم الحديث، مع ارتفاع أعداد المستخدمين والباحثين عن الحب. فبحلول نهاية عام 2020، كان يستخدم أكثر من 32 مليون أمريكي خدمات المواعدة عبر الإنترنت، فيما من المتوقع أن تتجاوز عائدات أرباح هذه الصناعة المليار دولار في عام 2021.

ولكن رغم كل عوامل الجاذبية التي تقدمها المواقع والتطبيقات الخاصة بالمواعدة عبر الإنترنت، فهي لا تخلو من بعض المخاطر الاحتيالية عبر الإنترنت.

تُعرف إحدى أكبر عمليات الاحتيال باسم catphishing وقد تتسبب في إلحاق الضرر بضحايا أفراد وحتى شركات بأكملها. هي شكل من أشكال الخداع عبر الإنترنت يتضمن استخدام هوية مزيفة لجذب الضحايا غير المعروفين إلى علاقة بقصد استغلالهم للحصول على المال أو الوصول إلى البيانات الخاصة أو المعلومات الشخصية مثل كلمات المرور أو تفاصيل بطاقة الائتمان وغيره.

لسوء الحظ، غالباً ما تكون عواقب عمليات الاحتيال هذه مدمرة مالياً وعاطفياً للمستخدمين. فالتمكن من استرداد أي أموال تمت خسارتها أمر غير محتمل ومستبعد فعلاً، ناهيك عن صعوبة التغلب على الخسائر العاطفية.

 

المواعدة عبر الإنترنت والعلامات التحذيرية

قد يكون من الصعب الفصل بين علاقة ناشئة حقاً عبر الإنترنت وعلاقة مقنّعة بقصد الاستغلال. إذا كنت تقيم علاقات في عالم المواعدة عبر الإنترنت، فتأكد من أنك على دراية بهذه العلامات التحذيرية التي يمكن أن تساعدك على اكتشاف الـcatphishing  قبل أن تتسبب في أي ضرر.

 

– يطلبون معلومات شخصية

إذا كنت تتعرف على شخص ما في سياق المواعدة عبر الإنترنت، من الطبيعي أن يتم طرح أسئلة شخصية كطريقة للتعرف على بعضكم البعض. ومع ذلك، قد تكون قادراً على استشعار نوع الأسئلة التي يطرحونها ومدى السرعة التي يطرحونها عليكم في المحادثة.

العلامة الحمراء الفورية هي إذا تم طلب معرفة معلومات شخصية للغاية في وقت مبكر جداً من العلاقة. على سبيل المثال، يبدو السؤال عما تفعله بريئاً بدرجة كافية، ولكن إذا تابعوا الأمر برغبتهم في معرفة الشركة التي تعمل بها والمبلغ الذي تكسبه، فيجب أن تخطو برفق. لا يوجد سبب لضرورة معرفة مثل هذه التفاصيل الشخصية، ومن الأفضل عدم الكشف عن معلومات مماثلة للغرباء.

 

– يقومون بإلغاء اللقاءات الشخصية في اللحظة الأخيرة

إذا كنت تخطط للقاء الطرف الثاني وجها لوجه، ويقوم بإلغاء الموعد في اللحظة الأخيرة، فهذه علامة منبهة على إمكان وجود احتيال. يتم عادة اللجوء إلى أعذار عادية مثل حدوث مشكلة في السيارة أو حالة طوارئ عائلية أو العمل أو غيره، بهدف التهرب من اللقاء الشخصي.

بالطبع، لا يتطلع كل شخص تقابلوه عبر الإنترنت إلى خداعكم، وقد تحدث الإلغاءات في اللحظة الأخيرة. ولكن إذا تمت إعادة الجدولة وانتهى الأمر بالإلغاء مرة أخرى، فعندها يجب أن نرفع العلم الأحمر.

 

– يبدون جيدين جداً ليكونوا حقيقيين

إذا كنت تتحدث إلى شخص ما عبر الإنترنت وكان كل شيء يتعلق به يبدو جيداً لدرجة يصعب تصديقها، فمن المحتمل أن يكون الأمر كذلك. قد يزعمون أنهم يملكون وظيفة رفيعة المستوى أو قد يعدون بتقديم هدايا باهظة الثمن أو حجز رحلات قد يقوم بها كل منكما.

غالبًا ما يقدم المحتالون عبر الانترنت ادعاءات أو وعود كبيرة لإغرائك في فخهم، لذلك إذا كان أي شيء يمنحك أدنى شعور بالقلق، فثق في غرائزك. الأمر نفسه ينطبق على صور ملفاتهم الشخصية: إذا كانت كل صورة تراها تبدو وكأنها مأخوذة مباشرة من إحدى المجلات، فهناك احتمال أن يكونوا كاذبين أو أشخاص آخرين.

 

– يتحدثون عن صعوبات مالية مفاجئة

إذا كنت تجري محادثات مع شخص ما عبر الإنترنت وبدأ في الحديث عن المصاعب المالية المفاجئة التي يتعامل معها، فتابع بحذر. يشتهر المحتالون بقدرتهم على تدوير الحكايات البريئة من جميع الأنواع، وإذا بدأوا في إخبارك عن موقف غريب قد تسبب لهم بمشاكل مالية، فيجب أن تعتبر هذا بمثابة علامة حمراء.

إذا فكرت في الأمر، فإن معظم الأشخاص الذين يتطلعون إلى تكوين علاقات رومانسية يرغبون عادةً في تقديم أفضل ما لديهم وترك انطباع جيد. إن الكشف عن جميع التفاصيل المتعلقة بمشاكلهم المالية الأخيرة ليست وسيلة مرغوبة لإقناع شريك محتمل.

 

– يرفضون الدردشة المرئية

يعد الاجتماع عبر الفيديو طريقة شائعة في عالم المواعدة للتعرف على بعض بشكل أفضل، قبل اتخاذ خطوة اللقاء الشخصي. هو ليس طلباً غير عادي، وإذا قام الطرف الآخر بالتهرب من الموضوع أو رفض المشاركة في محادثة فيديو، فهذا سبب للريبة والشك.