تلعب أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية دورًا مهمًا في حياتنا اليومية، منذ الصغر وحتى اليوم، بحيث نشأ معظمنا جنباً إلى جنب مع التطور التكنولوجي الذي طال هذا القطاع. وقد تعلمنا استخدامها بأمان عبر الزمن من خلال التجربة والمعرفة المتراكمة. وعلى الرغم من زيادة المعرفة العامة بتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، لا يزال يقع العديد من المستخدمين في فخ المهاجمين والقراصنة الالكترونيين وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت. ولكن لماذا لا يزال يقع الناس في الفخ؟ ما هي الأسباب الرئيسية لذلك؟

أسباب الوقوع في فخ عمليات الاحتيال

 

– المحتالون يزدادون ذكاءً

عندما بدأ المهاجمون يستخدمون البريد الإلكتروني لتنفيذ عمليات الاحتيال، كانت العملية بدائية للغاية. نذكر على سبيل المثال عملية الاحتيال النيجيرية الكلاسيكية التي كانت تدعو مستلم البريد الإلكتروني للحصول على حصته الكبيرة من ثروة هائلة تركها أحد الأقارب. وفي مقابل بضعة آلاف من الدولارات التي يطلبها المحتالون لإتمام الصفقة، سيضمن مستلمو البريد الإلكتروني (الضحايا) عدة ملايين في المقابل.

مع انتشار أخبار الاحتيال وتوسع رقعتها وازدياد وتيرتها، أصبح الناس أكثر وعياً بالمخاطر الكامنة وراء هذه الرسائل فباتوا يتجاهلونها تلقائياً بدافع العادة. لذلك قام المحتالون بتحسين تقنياتهم بشكل كبير في محاولة لخداع المستخدمين غير المخضرمين في أمور الأمن السيبراني.

وبالتالي، أصبحت رسائل البريد الإلكتروني الخادعة مصممة خصيصاً حيث يتم توجيه الحديث فيها مباشرة إلى اسم المستخدم لتبدو شرعية تماماً. هذه الهجمات أثبتت فعاليتها وباتت تحصد آلاف الضحايا الجدد كل عام.

في الآونة الأخيرة، جدد المتسللون استراتيجياتهم، فانتقلوا إلى اختراق شبكات الشركات للاستحواذ على بياناتها وإرسال رسائل بريد إلكتروني إلى الموظفين متظاهرين بأنهم زملاء في العمل، فيطلبون بيانات حساسة مثل كلمات المرور وأرقام بطاقات ائتمان الشركة وغيره.

 

– الهجمات الإلكترونية أصبحت أكثر تعقيداً

في عمليات الاختراق الكبرى، يستثمر مجرمو الإنترنت شهوراً عديدة في تحليل هدفهم والبحث عن نقاط الضعف. قد يتضمن هذا اقتحام مئات أجهزة الكمبيوتر في طريقهم إلى هدفهم. وقد يسمح اختراق جهاز الكمبيوتر المنزلي الخاص بكم بالوصول إلى أنظمة الشركة التي تعملون بها على سبيل المثال.

الهجمات الإلكترونية الحديثة متعددة المراحل وتعمل في الخفاء ومن الصعب اكتشافها. فما لم يكن يعرف خبراء الأمن ما الذي يبحثون عنه بالضبط، وما لم يتم استخدام أداة موثوقة لمكافحة البرامج الضارة، فمن المستحيل تقريباً تحديد ما يحد في خبايا أجهزتكم الذكية.

 

– التقليل من المخاطر

غالباً ما نقلل من مخاطر الجرائم الإلكترونية. إذا لم يقع الشخص ضحية للقرصنة أو البرامج الضارة، فقد يعتقد أن ذلك لن يحدث له. ومن السهل جداً الشعور بالرضا عن النفس مع مرور الوقت، مما يتركه عرضة للهجمات في أي لحظة.

هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نرتكب هذا الخطأ. إذا كنا نعمل من المنزل، فقد نفترض أن صاحب العمل يهتم بأمننا السيبراني بالنيابة عنا. أو نستخدم نظاماً مجانياً لحظر الإعلانات من دون أن ندرك أنه لا يوقف تنزيلات البرامج الضارة. أو ربما نكون قد اقتنعنا بالشائعة التي تقول بأن أجهزة كمبيوتر Apple لا يمكنها الإصابة بالفيروسات.

 

كيف يمكننا الحفاظ على سلامتنا؟

التعامل مع هذه المشكلات الثلاثة أسهل مما قد نعتقد:

أولاً، يجب تنزيل وتثبيت أداة فعالة لمكافحة الفيروسات، وتحديثها باستمرار.

ثانياً، يجب أن نكون على دراية بما يحدث على جهاز الكمبيوتر والإنترنت. من الأفضل قراءة رسائل البريد الإلكتروني بعناية شديدة وعدم النقر على أي روابط غريبة ومشكوك بأمرها، أو قادمة من مصادر مجهولة.