أثر فيروس كوفيد-19 بشكل غير مسبوق على السلوك البشري اليومي وعلى عادات العمل التي انتقلت من مكاتب الشركات إلى المنازل الخاصة، لتزداد معها مخاطر الأمن السيبراني المرتبطة بالعمل عن بُعد.

فالتغييرات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد والتي تترافق مع تطور الآلات التي يستخدمها القراصنة الالكترونيون لشن هجماتهم الخبيثة، بالإضافة إلى ازدياد حنكتهم وذكائهم، تساعد خبراء الأمن السيبراني على تحديد وتوقع بعض الاتجاهات التي قد تظهر هذا العام.

خبراء الأمن السيبراني يتوقعون حصول العديد من الأمور، أبرزها التالي:

 

1- زيادة الهجمات على البنية التحتية التي تعمل عن بُعد.

فبسبب تفشي الوباء، شهد العالم زيادة هائلة في عدد العمال الذين باتوا يعملون في منازلهم، مما أدى بدوره إلى زيادة توظيف التقنيات التي تسهل العمل عن بُعد، مثل البريد الإلكتروني و VPN والعمل عن بُعد على سطح المكتب (RDP) وغيره.

في معظم الحالات، بدأ الموظفون العمل عن بُعد بسرعة كبيرة بحيث لم يتسنى للمؤسسات الوقت الكافي للنظر في التداعيات الأمنية. من هنا شهدت المؤسسات والشركات على أنواعها ازدياداً في الهجمات الالكترونية التي ضربت أنظمتها، بعدما استطاع مجرمو الانترنت تحديد نقاط الضعف وكيفية الاستفادة منها. ويبدو أن هذه الهجمات في طور النمو والاستمرار.

 

2- تطور الأجهزة الذكية من “متصلة” إلى أجهزة مستقلة.

سيتم الاستثمار في المدن الذكية والتصنيع الذكي والنقل الذكي والخدمات اللوجستية على أنواعها لتصبح أكثر استقلالية. وسيكون لهذا الموضوع تأثير على وقت الاستجابة السريع وعلى مشكلات الأمان. مشكلة وقت الاستجابة هي نتاج الاضطرار إلى التحدث مع الخدمات السحابية المركزية، والتي يمكن أن تستغرق وقتاً أطول للاستجابة مما هو عليه في أنظمة التفاعل مع الأشياء في الوقت الفعلي والتي تحدث في العالم المادي.

وبالمثل، يمكن أن يؤثر فقدان الاتصال بالسحابة المركزية (بسبب انقطاع التيار الكهربائي أو تعطل الشبكة السحابية، على سبيل المثال) على عمل الأجهزة الذكية، مما يزيد من احتمال التعرض للهجمات الالكترونية. على كل الأحوال، سنرى بروز المزيد من الأنظمة الذكية التي يمكن تشغيلها من تلقاء نفسها، باستخدام الاتصالات بشكل أساسي للمراقبة عن بُعد. وستكون الخدمات السحابية المتطورة وسرعة شبكة 5G  الفائقة محركاً مهماً للتعاون الذكي بين الأنظمة.

 

3- سيصبح الإنترنت مصنعاً كبيراً للخدمات المترابطة.

تتجه الشركات إلى بناء شبكة كاملة من الخدمات المترابطة من الحافة إلى السحب المركزية، مما يؤدي بشكل فعال إلى إنشاء تسلسل هرمي متشابك كامل. الخطر هو أنه في حالة فشل أحد المكونات، سيتأثر النظام بأكمله. فحصر مركزية القرار عند مزودي الخدمات السحابية الرئيسيين مثل Amazon Web Services (AWS) و DNS تزيد من احتمال حدوث انقطاعات كبيرة على نطاق واسع ستؤثر حتماً على المستهلكين.

 

4- محاولة التأثير والتعطيل.

بات يتعلم المستخدمون العاديون الآن مهارات TTPS التي تستخدمها مجموعات APT وغيرها من منظمات الجريمة الإلكترونية لشن هجماتها. ولذلك، يتوقع خبراء الأمن السيبراني ازدياد وتيرة العمليات المحلية التي يقوم بها المواطنون للتأثير على العمليات داخل بلدانهم أو تعطيلها. وبسبب وصولهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يكون لهم تأثير كبير.