يوليو ٢٩, ٢٠١٣

A A

ما هي البرمجيات المفتوحة المصدر؟

الخصوصية والأمن على الانترنت، تعريفات ومفاهيم السلامة الرقمية

كثيراً ما نقوم في “سايبر آرابز” بدعم استعمال البرمجيات مفتوحة المصدر. في الحقيقة، نحن نفضّل استخدام البرمجيات المفتوحة المصدر على ما يسمى بالبرمجيات الاحتكارية، أي تلك التي تملكها جهة بعينها.

لكن السؤال: ماذا يعني أن تكون البرمجية مفتوحة المصدر؟

معظم الأشخاص يأتون على ذكر ميزة واحدة فقط: كونها مجّانية! وعلى الرغم من كون هذه نقطة إيجابية من دون شك، إلا أنها جزء بسيط وصغير جداً من ميّزات البرامج مفتوحة المصدر.

كل برنامج يعمل على الحاسوب، ابتداءً بنظام التشغيل ويندوز ومروراً بالمتصفح، تمت كتابته بلغة برمجة. يقوم صانعو البرمجيات بكتابة لغة برمجة لجعل الحاسوب أو نظام التشغيل يقوم بمهمة معيّنة.

خلف كل ما ترونه على شاشتكم وأنتم تقرؤون هذا المقال – من شريط الأدوات وصولاً إلى الحروف – هي أوامر تمت كتابتها باستعمال لغة برمجة. تسلسل السطور البرمجية يعرف بالكود المصدري (Source Code).

عندما ينتهي المبرمج من كتابة برنامجه، يقوم بتحويل لغة البرمجة المستخدمة – القابلة للقراءة والفهم من قبل الأشخاص- إلى لغة قابلة للقراءة من قبل الحاسوب. عملية التحويل هذه تسمّى بالتجميع أو Compilation، ونتيجة عملية التجميع تكون البرامج المتواجدة على جهازكم.

مالكو البرامج الاحتكارية ينشرون برامجهم فقط بعد انتهاء عملية التجميع، ما يعني أنه لا يمكن لأي أحد أن يعرف كيف تم إنشاء البرنامج، وما هي الأخطاء التي تم ارتكابها أثناء عملية البرمجة، أو حتى ما هي لغة البرمجة المستخدمة في كتابته. وغالباً ما يكون هناك سبب مادّي لعدم نشر الكود المصدري للبرنامج، والفكرة من وراء ذلك أنه إن أُتيح لأي شخص الوصول إلى هذا الكود المصدري، سيكون من المستحيل بيع البرنامج من قبل الشركات المعروفة في برمجياتها غير مفتوحة المصدر: مايكروسوف، آبل، أدوبي.

أما منتجو البرامج مفتوحة المصدر، فيقومون بتوزيع برامجهم بشفافية تامّة. كل شيء معروف، ابتداءً بالكود المصدري وانتهاءً بالطريقة المتبعة في تجميع البرنامج.

معظم البرامج مفتوحة المصدر لا يتم إنشاؤها عبر شركات، بل عبر مجموعة كبيرة من مبرمجي الحاسوب المتحمّسين حول العالم، الذين يقدمون وقتهم وخبرتهم لإنشاء البرامج بالتعاون فيما بينهم.

كل هذا لا يعني أن البرامج مفتوحة المصدر غير ربحية، فشركات مثل كانونيكال التي قامت بتطوير نظام التشغيل “أوبنتو” وغوغل التي قامت بتطوير نظام تشغيل الهواتف النقالة أندرويد، إضافة إلى المتصفح غوغل كروم، استطاعتا جني ملايين الدولارات عبر بيع البرامج مفتوحة المصدر وتسويقها ودعمها. هناك أيضاً برامج أخرى معروفة مثل المتصفح الأكثر انتشاراً فَيرفوكس، وبرنامجي الاتصال الآمن سايفون Psiphon وتور Tor، بالإضافة إلى ليبر أوفيس LiberOffice بديل مايكروسوفت أوفيس Microsoft Office.

من ميّزات البرمجيات مفتوحة المصدر أن آلية عملها شفافة تماماً، لذا إن قام المبرمج بارتكاب خطأ خلال كتابت برنامجه، فإن أي شخص يستطيع ملاحظة هذا الخطأ وإصلاحه، لأن غالباً ما يكون هناك آلاف الأشخاص يعملون على تطوير هذه البرامج، فالأخطاء تتم ملاحظتها وإصلاحها بسرعة. أما البرمجيات الاحتكارية، فغالباً ما يكون مطوروها قليلي العدد مما لا يسمح لهم بملاحظة جميع الأخطاء وإصلاحها بسرعة.

في أغلب الأحيان، يكون من الضروري وقوع خلل ما قبل أن تكون هناك إمكانية فعل شيء ما.

لهذا السبب، نلاحظ انتشار متصفحات مثل غوغل كروم وفَيرفوكس فيما يبتعد الكثيرون عن استخدام متصفح مثل إنترنت اكسبلورر، ببساطة لأن الأخير فيه العديد من الأخطاء التي لم يتم تحديدها مما يجعله غير آمنً للاستعمال.

أيضاً يمكن اعتبار الفرق بين البرامج مفتوحة المصدر وتلك الاحتكارية، كالفرق بين سيارة لا يمكن لأحد فتح غطاء محركها إلا عبر أخذها إلى الشركة المصنعة، وبين سيارة يمكن لأي أحد لديه الخبرة الكافية أن يفتح الغطاء.

لن تودوا مثلاً أن ترسلوا سيارتكم التويوتا إلى اليابان لأن الفرامل تعطلت فجأة وأنتم تقودونها، وإنما ستودون قيادة هذه السيارة إلى الكراج في حيّكم لإصلاحها. فهذا هو السبيل الوحيد لإبقائها آمنة.

لهذه الأسباب يوصي فريق “سايبر آرابز” باستخدام البرامج مفتوحة المصدر قدر الإمكان، خاصة البرامج التي تتعلق بأمان المستخدمين.

كما ننصح كافة المستخدمين عند رغبتهم بتحميل أي برنامج قراءة آراء المستخدمين (Reviews)، التي تتوفر كتعليقات على معظم مواقع التحميل مثل CNET وهذه النصيحة تنطبق على كافة البرامج سواء كانت مفتوحة المصدر أم احتكارية.