بدأت السلطات المصرية منذ أيار 2017 بتشديد المراقبة الالكترونية واستخدام الحجب كوسيلة لإسكات المواقع المستقلة والمنظمات الحقوقية والأصوات المعارضة على حد سواء. وها هو يصل عدد المواقع المحجوبة اليوم في مصر إلى أكثر من 600، منها أكثر من 100 موقع صحفي وإخباري، وذلك بحسب احصائيات حديثة.

وجديد الموضوع تحقيق أمني وتقني نشره موقع “المنصة” بالتعاون مع مؤسسة “Qurium” التي تستضيف الموقع، ومفاده أن مقدمي خدمة الإنترنت في مصر قاموا بتطوير استراتيجية جديدة لحجب مئات المواقع، عبر حجب أسماء النطاقات البديلة subdomains، والتي تستخدمها المواقع عادةً للوصول إلى جمهورها. وذلك من خلال استخدام ما يُعرف بـwildcard  لمنع الوصول إلى كل النطاقات من دون تمييز.

يؤكد التحقيق أيضاً أن السلطات المصرية تراقب عن كثب كل منافذ التواصل مع خوادم البريد الالكتروني التي تمر من خلال بروكسي، بالإضافة إلى مراقبة كل عناوين الإنترنت الداخلية.

بالتالي، وبسبب تطور تقنيات الحجب من جهة وإفشال السلطات لخطط تغيير النطاق كطريقة للتعايش مع الحجب من جهة أخرى، عادت المواقع المستقلة في مصر التي تعتمد على نطاقات بديلة للوصول إلى قرائها، إلى نقطة الصفر. وهذا ما حدث تحديدا، على سبيل المثال، مع موقع “المنصة” الذي تلقى شكاوى من قرائه داخل مصر بشأن تعذر الوصول إلى المحتوى.

كيفية تشديد المراقبة الالكترونية ؟

المثير للريبة هو البدء بتطبيق الاستراتيجية الجديدة في حجب المواقع بشكل سري وإعاقة وصول المستخدمين إليها، من دون صدور أي قرار رسمي بهذا الشأن عن أي جهة رسمية.

في سياق متصل، أفادت “المنصة” أيضاً أنه في شهر نيسان 2020 وبشكل مفاجئ، تعطلت كل النطاقات البديلة للموقع، حتى تلك التي لم تجرّب المنصة استخدامها أبداً، وهو ما يعني استخدام مزودو خدمة الإنترنت wildcard لحجب النطاقات الأساسية والبديلة من دون تمييز.

وفي سبيل فهم آلية عمل الحجب في مصر، استخدمت المنصة في تحقيقها المشترك مع فريق Qurium تقنيات الفحص العميق للحزم DPI، ورفع البصمات، التي تستخدمها شركات الاتصالات في مصر. وأظهرت الاختبارات أن شركتي المصرية للاتصالات  TE، وأورانج تطبّقان الحجب عن طريق معدات ساندفاين.

تجدر الإشارة إلى أن ساندفاين شركة تنتج أجهزة يركّبها مقدمو خدمة الإنترنت في مصر بهدف تحديد حركة المرور على الإنترنت، مع توفير القدرة على حظر وتحليل وتسجيل البيانات. وتسمى هذه الأجهزة “ساندفاين باكيت لوجيك”.

يمكنكم متابعة كافة تفاصيل التقرير التقني الصادر عن موقع “المنصة” ومؤسسة “Qurium”، بالإضافة إلى كيفية عمل أنظمة ساندفاين، عبر الضغط هنا.